
الدكتور محمد سعيد طوغلي

في خضم التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها الكثيرون، تبرز بعض الجهات كمنارات للأمل والعطاء، وتقدم يد العون للمحتاجين بكل تفانٍ وإخلاص. ومن بين هذه الجهات الرائدة، تتألق “جمعية صندوق العافية” كنموذج يحتذى به في العمل الإنساني والاجتماعي، بجهودها المتواصلة وخدماتها النوعية الموجهة لذوي الدخل المحدود.
إن جمعية صندوق العافية لا تكتفي بتقديم المساعدات الأساسية، بل تتجاوز ذلك لتُعنى بتقديم أفضل الخدمات العلاجية، وهو جانب حيوي يمس كرامة الإنسان وصحته. وما يميز عملها حقاً هو تلك الروح الإيجابية التي تكسو تعاملاتهم؛ فكل زائر للجمعية يُقابل بوجوه بشوشة وابتسامات تبعث الطمأنينة في النفوس، وهذا ما يُضفي على الخدمة بُعداً إنسانياً عميقاً يقلل من وطأة الظروف الصعبة التي يمر بها المستفيدون.
يعود الفضل في هذا الإنجاز الكبير إلى تفاني فريق العمل، ونخص بالذكر هنا كلاً من الأستاذ هيثم سلطجي والآنسة فرات عباس.
لقد أثبت كل منهما، ومن خلال عملهما الدؤوب، أن العطاء ليس مجرد واجب، بل هو شغف يُترجم إلى خدمة حقيقية وملموسة تُسهم في تخفيف معاناة الكثيرين. إن حرصهما على تقديم العون بأفضل صورة ممكنة هو شهادة على نبل أخلاقهما وإخلاصهما لرسالة الجمعية.
اللافت للنظر والمثير للإعجاب، هو قدرة الجمعية على الحفاظ على مستوى عالٍ من التنظيم وحسن الإدارة، رغم الضغط الشعبي الكبير الذي قد تتعرض له أي مؤسسة تقدم خدمات مباشرة لجمهور واسع. هذه الكفاءة في التنظيم، والاستعداد الدائم، والتجهيز المتقن، يعكس رؤية إدارية حكيمة، وتؤكد أن العمل الخيري يمكن أن يكون فعالاً ومنظماً بنفس مستوى المؤسسات الاحترافية.
وكما عبّر السيد عدنان قصاب، أحد المستفيدين من خدمات الجمعية، بقوله: “إن أفضل ما يميز هذه الجمعية طيب المعاملة والأخلاق الرفيعة، وأنا أدعو جميع العاملين بالشأن الإنساني أن يتخذوا من هذه الجمعية قدوة لهم.” هذه الشهادة ليست مجرد كلمات، بل هي صدى للواقع الذي يعيشه كل من يتعامل مع “جمعية صندوق العافية”. إنها دعوة صادقة لكل من يسعى للعمل في مجال العطاء، بأن يستلهم من هذه الجمعية قيم الإحسان، والتفاني، والابتسامة الصادقة التي تصنع فرقاً في حياة الناس.
وأخيراً اتقدم بخالص الشكر والتقدير لكل فرد في “جمعية صندوق العافية”، وللأستاذ هيثم سلطجي والآنسة فرات عباس، على جهودهم الجبارة ومواقفهم الإنسانية النبيلة. إنهم يقدمون نموذجاً يُلهم ويُحتذى به في مجتمعنا، ويؤكدون أن الخير لا يزال متأصلًا في النفوس، وأن العطاء الصادق هو أقوى جسر للتضامن الاجتماعي.