في المكتب، أو في المواصلات أو بالبيت، أصبح الجلوس سمة أساسية في الحياة اليومية لمعظم الناس، لكن هذا النمط من الحياة إذا استمر طويلا فقد ينتهي بصاحبه إلى الإصابة بأمراض خطيرة كالقلب والسُكري.
وفي عام 1953، لاحظ عالم الوبائيات جيريمي موريس أن سائقي الحافلات في لندن كانوا عُرضة للإصابة بمرض القلب التاجي أكثر من محصّلي التذاكر في الحافلات نفسها بمعدّل يزيد على الضِعف.
رغم أنه من الناحية الديموغرافية (ما يتعلق بالعمر، الجنس، ومعدل الدخل) كانت الفئتان (سائقو الحافلات ومحصّلو التذاكر) متطابقتين تقريبا، لماذا إذن هذا الفارق الكبير في احتمال الإصابة بمرض القلب التاجي؟
كان جواب موريس أن محصّلي التذاكر كان يتعين عليهم الوقوف على أقدامهم وتسلّق سلالم الحافلات ذات الطابقين الشهيرة في العاصمة البريطانية، بخلاف قائدي الحافلات نفسها، والذين يظلون جالسين على مقاعد القيادة لفترات طويلة.
دراسة موريس هذه وضعت الأساس للبحث في العلاقة بين النشاط البدني وصحة الشريان التاجي.